"إن الإنسان هو أصل كل تغيير، وإذا أردت أن تغير الأمة فابدأ بتغيير الفرد"
تنهض الأمم وتتقدم بعقول أبنائها وسواعدهم، لذلك تركز معظم الدول المتفوقة في سباق الحضارات، على بناء الأفراد وتطوير قدراتهم المعرفية ومهاراتهم التطبيقية في شتى المجالات والعلوم المعاصرة.
وهذا ما أدركته رؤية المملكة العربية السعودية الشاملة، والتي أصبحنا نلمس نتائجها ونجني ثمار مبادراتها في مجالات متعددة، فقد وضعت في أهم أولوياتها تنمية الفرد السعودي، وتمحورت جل مبادراتها على خلق بيئة تهيء له سبل التعلم وتطوير قدراته من التأسيس وصولاً إلى الابتكار والإبداع، مرتكزة في ذلك على عدة ركائز من أهمها تطويرأساس تعليمي متين ومرن، والإعداد لسوق العمل المستقبلي محليا ودولياً، وإتاحة فرص التعلم مدى الجياة.
إن هذه الممكنات التي حرصت الدولة رعاها الله على توفيرها، وصرفت من أجل ذلك الميزانيات الضخمة، تضع مسؤولية عظيمة على عاتق جميع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة، لكي تواكب هذا الطموح في صناعة مواطن سعودي منافس عالميا.
وانطلاقاً من ذلك فإن منظومة الإعلام المحلية بمختلف وسائلها عليها أن تقوم بمسؤولياتها في هذا الجانب، من خلال التعريف بهذه الأهداف ونشرها وتوضيح مؤشراتها ومبادراتها، وأن تكون شريكا داعما بالمتابعة والنقد والتحفيز.
فهل وضعت المؤسسات الإعلامية ضمن خططها واستراتيجياتها مايخدم أهداف (برنامج التنمية البشرية)الذي يعد أحد أهم برامج رؤية ٢٠٣٠؟
ماذا يقدم إعلامنا في مجال تثقيف وتوعية الأسر حول كيفية تنمية مهارات أبنائهم واكتشاف مواهبهم ومعرفة الجهات التي تدعمهم في ذلك؟ وهل يلتفت إعلامنا إلى مايواجهه الخريجون من تشتت في اختيار التخصصات المناسبة، ويناقش العوائق التي تحول دون قبولهم في الجامعات؟ وماذا عن الطلاب غير المقبولين أين يذهبون؟ وما طبيعة البيئة التعليمية في المدارس والجامعات ومدى جودتها؟ وماهي فرص الابتعاث الذي تسعى من خلاله الدولة بأن يكون لدينا أكثر من عشرة الآف طالب سعودي ملتحق بأفضل مائتين جامعة أو معهد بالعالم؟ وهل وفرت قنواتنا التلفزيونية ومحطاتنا الإذاعية وصحافتنا ومواقعناالإلكترونية المعلومات اللازمة حول فرص التعلم والتدريب، وشجعت المواطن على مواصلة تعليمه وتنمية مهاراته، وماذا يحتاج سوق العمل وماهي المهارات المطلوبة في المستقبل؟
هذا الدور المهم والحيوي يحتاج إلى إعلام مدرك لمسؤلياته، ومؤمن بأهمية المرحلة التي تسير بنا في رحلة تغيير شاملة، واستثمار لكافة القدرات من أجل بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، عماده وأساسه الفرد السعودي الذي قال عنه قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين" نعقد آمالا كبيرة عليه في بناء وطنه" و أكد هذا التوجه قائد الرؤية وعرابها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يرى أن "الشعب السعودي هو الثروة الأولى التي لاتعادلها أي ثروة مهما بلغت".